تسير علاقة الحب في ممرات عديدة، بداية من وهج المشاعر والعاطفة المُفرطة والحنين واللهفة، وصولًا إلى الاستقرار العاطفي والهدوء النفسي والراحة المُرضية للطرفين.
وخلال تلك الممرات، تتعرض العلاقة لهزات وصدمات، الأمر الذي يضطر معه أحد الطرفين إلى تناول مسكنات ومضادات سريعة المفعول حتى تستمر، ولكن مع الوقت تدمنها أجسادنا بل وعقولنا ومشاعرنا أيضًا.
إلى معتادي أخذ المسكنات
المسكن في العلاقة يأتي بعد حدوث تصدعات وشروخ في علاقة الحب، ويكون بمنزلة هروب سريع من المشكلات التي تواجه أحد الطرفين، ففي بعض الأحيان تتناول الزوجة هذه المسكنات عندما تكتشف خيانة زوجها لها، أو يٌهينها بطريقة ما، ونظرًا لخوفها من المواجهة والفشل في التغيير، وكذلك كابوس الانفصال الذي يخيف معظم الزوجات (شبح لقب مطلقة) تبدأ بأخذ كبسولات النسيان لتدخل دوامة الهرب من العالم الواقعي لعالم آخر افتراضي.
ومن ناحية الزوج، فقد يلجأ الزوج هو أيضًا لتناول مسكنات الخيال، وذلك عندما يُفاجأ بأن زوجته لم تظهر بالصفات والأحلام والطموحات التي كان يرسمها ويتمناها في مخيلته تجاهها، وفي هذه الحالة يلجأ إلى التخلي عنها تدريجيًا عن طريق التعرف على امرأة أخرى يبحث فيها عن ما ينقصه في زوجته.
من جانب آخر، يرى البعض أن كبسولات النسيان بالنسبة للرجال في علاقة الحب ضرورة ملحة، مع رفض البعض المواجهة، الأمر الذي يضطر معه لأخذ المسكنات عن طريق علاقة أخرى، أو بالفتور العاطفي، أو بقضاء وقته خارج المنزل.
وتلجأ المرأة أيضًا إلى هذه الحالة عن طريق الخرس الزوجي، الانشغال بالأطفال، الصمت أو الهروب بالعمل أو بالأصدقاء.
المسكن حل مؤقت
مع مرور الوقت، سيكتشف الطرفان أن المسكن ليس حلًا، نظرًا لعدم التطرق لحل أساس المشكلة لم نقض عليها فالخوف والهروب جعل من الشيء البسيط السهل تجاوزه عقدة كبيرة تشابكت وتكاثرت خيوطها، لذا تعد المواجهة وحل المشكلة في بدايتها من أهم عوامل عدم أخذ كبسولات النسيان.
كما أن المواءمة مع الآخر وتقبله، والصراحة القائمة في العلاقة من الأمور المهمة لمسيرتها، كما أن اتخاذ القرار الحاسم وعدم الخوف من تبعاته يجنبنا الكثير من تزايد المشكلة.
وهناك مفهوم خاطئ حول أهمية الوقت في العلاقة، إذ إن عامل الوقت في العلاقة لا يداوي ولا يصلح ما تم إفساده في العلاقة..
استمرار العلاقه أو إنهائها ثقافة تحتاج منا سعة صدر واحترامًا متبادلًا وتقبل الآخر واستيعابه بكل ما لديه من أفكار .
وفي بعض الأحيان إنهاء العلاقه يكون حتميًا وضروريًا لأن خسائره ستكون أقل من استمراره واضطرارنا لتناول مسكنات المرحلة الأصعب وهي كبسولات فقد الذاكرة.